فن

فى وداع آلان ديلون وأثر الجمال الذي لايزول

9 ترشيحات تصلح مدخلاً للتعريف بإرث آلان ديلون الأيقونة السينمائية النادرة، والإحاطة بجماله الذي لا يزول.

future الممثل الفرنسي الراحل آلان ديلون

في كتابه «نجوم السينما»، يكتب إدجار موران عن كيف رفعت السينما منذ عهدها الأول ممثليها إلى مرتبة النجوم، منحتهم هالات مقدسة وجعلتهم أقرب للآلهة. كان آلان ديلون الذي غيبه الموت هذا اليوم عن عمر يناهز 88 عاماً بلا شك أكثر من نجم، كان حلماً فاتناً وخطراً وأيقونة للجمال والجاذبية.

أتى ديلون من خلفية متواضعة وزواج ممزق. لم يتلقَ أي تدريب كممثل. لكن جماله وضعه سريعاً في الضوء. بعد بضعة أدوار صغيرة في البداية كانت تتمحور أغلبها حول استعراض وجهه وجسده سرعان ما أصبح نجماً. قورن في بدايته بجيمس دين وتم تعميده كدون جوان جديد اكتشف في فرنسا. كان جماله متناقضاً مشوباً بالغموض والحزن ومع ذلك هناك شيء فيه قاس وبارد.

في الستينات كان وجه ديلون الشاب وجسده مرتبطين بألق الستينات وفتنتها، كان رمز الذكورة الحديثة المنعشة. تمتع بشعبية عالمية نادراً ما حققها ممثل أوروبي. كانت الجاذبية الجنسية بالطبع جزءاً من سحره تماماً مثل معاصرته بريجيت باردو التي كانت جسدها وحسها موضة الزمن. خلق المظهر الجذاب والحركات الأنيقة والإيماءات الدقيقة من حضوره على الشاشة نوعاً من المتعة البصرية. ترك إرثاً سينمائياً هائلاً وحقق تنوعاً مدهشاً في الأدوار التي جسدها عبر مسيرته الممتدة لخمسة عقود عمل خلالها مع أفضل مخرجي ومعلمي السينما مثل رينيه كليمان جان بيير ميلفيل أنطونيوني فيسكونتي وجودار.

عاش حياة مليئة بالصخب والتقلبات وكانت آراؤه دائماً ما تثير جدلاً واسعاً حول شخصيته. حين أعلن تكريمه بجائزة السعفة الذهبية الفخرية من مهرجان «كان» السينمائي عام 2019 قوبل هذا التكريم بانتقادات منبعها التطرف في بعض أفكاره  بشأن العنصرية ورهاب المثلية الجنسية وكراهية النساء»، وزعمت أيضاً عريضة احتجاجية على تكريمه في «كان». ساعتها وقف ديلون عندما قبل الجائزة في حفل كان قائلاً، «لا يتعين عليك الإعجاب بشخصيتي. ولكن إذا كان هناك شيء واحد في هذا العالم أنا متأكد منه، وفخور به حقاً فهو مسيرتي المهنية».

نقدم هنا عدداً من الترشيحات تصلح مدخلاً للتعريف بإرث هذه الأيقونة السينمائية النادرة والإحاطة بجماله الذي لا يزول.

1 . Purple Noon (1960)

فيلم جريمة بنكهة هيتشكوكية من إخراج رينيه كليمان، مستوحى من رواية باتريشيا هايسميث The Talented Mr. Ripley. شهد الفيلم تألق ديلون الأول ورسخ إلى حد ما صورة الشرير ملائكي الجمال التي ستظل مرتبطة به كثيراً. كان أداؤه لافتاً لدرجة أن هايسميث التي كانت محبطة للغاية من الاقتباس أدهشها ديلون. رغم ظلام الشخصية ننجذب هنا تماماً لديلون الذي يؤدي دوره بغواية آسرة

2 . Rocco and His Brothers (1960)

هذا هو الدور الذي أكسب ديلون شهرته على المستوى العالمي. يأتي الأداء هنا بتوقيع الإيطالي لوتشيانو فيسكونتي. فاز «روكو وإخوته» عام 1960 الذي بجائزة التحكيم الخاصة في مهرجان البندقية السينمائي. لعب ديلون في هذا الفيلم الناطق بالإيطالية دوراً مختلفاً تماماً عن أدواره السابقة بشخصية المهاجر الصقلي الوفي روكو الذي يقدم كل التضحيات المستطاعة من أجل الحفاظ على عائلته من التفكك. يجسد ديلون براءة روكو بشكل مثالي. يوظف هنا جماله لإضفاء هالة ملائكية على الأداء واصلاً الجمال الجسدي والروحي.

3. Eclipse (1962)

أسند إليه أنطونيوني دوراً رئيسياً في فيلمه «الكسوف» أمام النجمة الإيطالية مونيكا فيتي. كان الكسوف جزءاً من ثلاثية أنطونيوني التي تضم فيلمي «المغامرة» 1960 و«الليل» 1961 وتقدم دراسة معمقة عن عزلة الفرد واغترابه الروحي في العصر الحديث. إن ظهور ديلون في فيلم «الكسوف» في هذه المرحلة المبكرة من مهنته في التمثيل السينمائي جعله اسمه مطروقاً بين صانعي السينما والمنتجين والنقاد وجمهورها المشاهدين وأضفى صفة العالمية على نجوميته ووفر له مدخلاً واسعاً إلى فضاء عالم السينما الكبير.

4. The Leopard (1963)

بعد التعاون الأول بين ديلون والمخرج الإيطالي الكبير لوتشينو فيسكونتي عام  1960 في فيلم «روكو وإخوته»، عاد فيسكونتي عام  1963 ليضع ديلون هذه المرة في تحفته التاريخية الرائعة «الفهد» أنها الأكثر خصوصية بين ملاحمه التاريخية المعروفة. فاز الفيلم بجائزة السعفة الذهبية من مهرجان «كان» السينمائي.

يلعب بيرت لانكستر في الفيلم دور رب أسرة ثرية، بينما يكافح من أجل بقائهم خلال ستينيات القرن الـ19؛ وهي فترة شهدت اضطرابات سياسية كبيرة وتغييرات في إيطاليا. يلعب ديلون دوراً مساعداً في الفيلم باعتباره ابن شقيق شخصية لانكستر، ويجسد بفعالية الجيل القادم من الإيطاليين الأثرياء الذين سيتولون السلطة بمجرد رحيل كبار السن. قدم ديلون هنا في هذه الملحمة البصرية أداء رائعاً.

5. La Piscine (The Swimming Pool) 1969

يجتمع هنا مجدداً ديلون ورومي شنايدر أحد أكثر الأزواج شهرة وجاذبية في السينما الفرنسية بعد انتهاء علاقتهما الفعلية  في دور جان بول وماريان، زوجين يقضيان إجازتهما في فيلا بالقرب من سان تروبيه. ولكن التدخل المفاجئ لهاري (موريس رونيت)، حبيب ماريان السابق، وابنته الصغيرة الجميلة بينيلوبي (جين بيركين)، يحول الثنائي العادي إلى رباعي غريب. يمكنك أن تشاهد هذا الفيلم فقط من أجل ديلون وشنايدر وهما يضيئان الشاشة بجماليهما الفريد.

6. Mr. Klein (1976)

فيلم استثنائي عن رجل مستغرق في مأساته الخاصة بسبب خطأ في هويته. يحاول كلاين دون جدوى إثبات هويته، مما يؤدي إلى ذروة مظلمة. يعد هذا الفيلم الذي أخرجه جوزيف لوزي ويحمل مزاجاً خاصاً بين إثارة هيتشكوك وسوداوية كافكا أحد أفضل أداءات آلان دولون.

7. Borsalino' (1970)

«بورسالينو» هو فيلم جريمة يجمع بين ألان ديلون وأيقونة أخرى من السينما الفرنسية، جان بول بلموندو. يلعب الاثنان دور منافسين في البداية قبل أن يتحول الأمر لصداقة ويسعيان معاً إلى إنشاء إمبراطورية جريمة خاصة بهما، بدلاً من العمل لصالح زعماء العصابات المحليين. الفيلم يدين بالكثير لكاريزما النجمين. حقق الفيلم وقتها نجاحاً تجارياً هائلاً.

8. The Red Circle (1970)

يأتي «الدائرة الحمراء» هو فيلم سرقة شديد الأصالة بتوقيع جان بيير ميلفيل. يتبع الفيلم مسار شخصية كوري التي يجسدها ديلون بعد إطلاق سراحه من السجن وشروعه في عملية سرقة معقدة مع محقق سابق وهارب. نحن أما نص شديد الذكاء ونفس إخراجي خاص وأداء بديع  من ديلون. كان ديلون دائماً في أفضل حالاته مع ميلفيل.

9. Le Samouraï (1967)

تحفة سينمائية بلا شك. ربما هو أفضل أداءات ديلون وأكثرها أيقونية. يمثل هذا الفيلم لقاء ديلون الأول مع جان بيير ميلفيل الذي سيقوده لاحقاً في فيلمين هما أيضاً من أفضل أفلامه. يجسد ديلون هنا شخصية القاتل المأجور جيف كوستيللو المعروف بإتقانه مهنته إلى حد الكمال ويعيش حياة عزلة بارده. لا ينطق ديلون إلا قليلاً لكن حضوره المدهش ولغة جسده ونظراته تخلق شخصية لا تنسى.

# سينما # السينما العالمية # آلان ديلون

فيلم «أبو زعبل 89»: عن مصر التي نعرفها
فيلم «The Apprentice»: الحقيقة وراء دونالد ترامب
الهوى سلطان: أن يصنع الزمن مأزقاً رومانسياً

فن